السر … في الاعلان التجاري _ الجمعه 5/1/2018
ورد فى كتاب “الأغانى” لـ “أبى الفرج الأصفهانى”، أن تاجراً من أهل الكوفة قدم المدينة بأخمرة نسائية فباعها كلها, وبقيت السود منها لم تنفق, وكان صديقاً لـ “الدارمي” – ربيعة بن عامر، توفى سنة 89هـ – المغني الشاعر, المشهور بين أهل مكة بالظرف، فشكا عليه ذلك الكساد الذي أصاب مسافعه – خُمُرَهُ – السود, لعله يجد سبيلاً لإنقاذها وكان “الدارمي” قد تنسك وترك الغناء وقول الشعر, ولكنه إزاء إلحاح صديقه هداه تفكيره إلى القيام بعمل إعلان شعري غنائي للخمر، حتى يتم بيعها وإقبال النساء عليها، ثم يعود إلى تنسكه الذي كان عليه فقال:
قُل للمَليحَةِ بِالخِمَـــــــارِ الأَسْوَدِ
مَاذَا فَعَلْتِ بِنَــــــــاسِكٍ مُتَعَبِّـــــدِ
قَدْ كَانَ شَمَّــرَ لِلصَّلاةِ ثِيَــــابَـــهُ
حَتَّي وَقَفْتِ لَهُ بِبَـــابِ المَسْجِــدِ
رُدِّي عَلَيْهِ صَلاتَهُ وَصِيَـــامَـــــهُ
لا تَقْتُلِيــــــهِ بِحَقِّ دِينِ مُحّمَّـــــدِ
وغنى في الأبيات صوتاً رائعاً شاع في الناس أمره, فلم تبق في المدينة ظريفة إلا ابتاعت خماراً أسود. حتى نفد كل ما عند العراقي منها .