سعر الدولار واليورو

الدولار يدهس الجميع وصولا الى 107 نقاط

ربما تكون الأسهم الأوروبية قد عدلت مسارها الهابط أمس الثلاثاء بعد تراجعات عنيفة، وربما تكون العقود المستقبلية للمؤشرات الأمريكية تتأرجح قرب مستويات أمس في محاولة لتصحيح المسار.

بيد أن أحد أهم أسباب التراجعات العنيفة التي تجتاح الأسواق لا يزال قائمًا، بل وتتعالى إشارات التحذير بشأن احتمال حدوث ركود وشيك قد يضرب الاقتصادات الكبرى بدءًا بالاقتصاد الامريكي، وتترقب الأسواق اليوم إعلان محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي متابعة أي إشارات حول تطور السياسة النقدية.

الدولار في القمة
وفي المقابل عاد الدولار للارتفاع من جديد متجاوزًا قمة 20، عام حيث ارتفع مؤشر الدولار الرئيسي إلى مستويات قرب الـ 107 نقطة بزيادة 0.2% مقابل سلة من العملات الرئيسية.

وفي المقابل هبط اليورو إلى أدنى مستويات مقابل الدولار الأمريكي في 20 عام ليصل إلى مستويات 1.02 دولار / يورو، بينما انخفض الين 0.3% معمقًا خسائره دون أدنى مستوى على الإطلاق مقابل الدولار.

بينما تحول الذهب إلى الهبوط مرة أخرى بعد تراجعات عنيفة خلال جلسة أمس الثلاثاء والتي فقد خلالها ما يقرب من 37 دولار بتراجع بلغت نسبته 2%.

ونزل الذهب خلال هذه اللحظات من تعاملات الأربعاء في حدود 0.2% أو ما يعادل 3 دولارات في الأوقية نزولاً إلى مستويات قرب الـ 1760 دولار للأوقية إلى أدنى مستوياته من سبتمبر 2021.
إشارة خطر
وخلال هذه اللحظات سجل العائد العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين مستويات 2.849%، بينما جاء العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات عند مستويات 2.82%.

وسجلت عوائد سندات أجل عامين أمس الثلاثاء صعودًا إلى مستويات 2.8082 % في حين سجل عائد سندات أجل 10 سنوات 2.793%، ويرى خبراء السوق أن هذا انقلاب في منحنى العائد والذي يمنح إشارات قوية على الركود.

وينعكس منحنى العائد أو ينقلب عندما يصبح العائد على السندات الأقصر أجلاً، أعلى من العائد على السندات الأطول أجلا، وهو ما يعتبره الاقتصاديون إنذاراً من ركود متوقع خلال فترة عام أو عامين.

الركود قائم
وقال إيان لاينجيج، رئيس BMO، “يوجد الآن معنويات للمستثمرين تتحرك على قدم وساق ويصعب تجاهلها، بالنظر لانقلاب منحنى العائد وسقوط عائد سندات أجل 10 سنوات دون 3%”.

وأضاف رئيس BMO: “لا أقول إن هذه إشارة مباشرة على الركود في المدى القريب، ولكن يتسق هذا مع الزيادة في مخاوف الركود.”

وفي مطلع أبريل الماضي ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين بأكثر من 13 نقطة أساس إلى 2.47٪، متجاوزًا العائد على سندات الـ30 عامًا للمرة الأولى منذ عام 2007، وليبتعد بشكل أكبر عن العائد على سندات العشر سنوات.

تخفيض جديد
ومن جديد خفض كريدي سويس مستهدف مؤشر إس آند بي 500 للأسهم الأمريكية بالتزامن مع خسائر سوق الأسهم القياسية في الأسابيع الماضية.

وقال كريدي سويس في مذكرة حديثة إنه تم خفض مستهدف مؤشر إس آند بي 500 ليصل إلى 4300 نقطة، مقابل تقديرات صادرة في نهاية العام الماضي بتسجيل 4900 نقطة.

وفي ديسمبر الماضي توقع كريدي سويس وصول مؤشر إس آند بي 500 لمستوى 5200 نقطة بسبب توقعات متفائلة حيال النمو الاقتصادي، لكنه خفض تقديراته لاحقًا.

وقال محللو بنك كريدي سويس إنه تم خفض مستهدفنا للمؤشر ليعكس زيادة تكلفة رأس المال على التقييمات وليس مخاوف الركود الاقتصادي، وفي المقابل يرى محللو كريدي سويس أنه رغم حقيقة أن النمو الاقتصادي يتباطأ حالياً من المستويات المرتفعة السابقة، فإن الوضع لا يمثل ركودًا.