صحة و علوم

100 عام من التاريخ المناخي .. تخلو من حدث مشابه لهذه الفترة من حيث البروده

كما توقعنا في المركز العربي للمناخ في تقرير سابق فإن الاجواء الباردة التي تتأثر بها المنطقة حالياً وتشمل المتوقعة خلال نهاية الاسبوع تعتبر سابقة تاريخية مناخياً ,

بحيث ان الأرشيف المناخي للمنطقة والذي يتجاوز عمره ال 100 عام يخلوا تماماً من اي حدث مشابه من ناحية البرودة المستمرة خلال شهر اذار , فقد تميز شهر اذار الحالي من العام 2022 بأنه الأبرد في تاريخ شمال الشرق الاوسط ليسجل رقماً قياسياً جديداً في ارشيفنا المناخي , وذلك بسبب استقرار الموجات الباردة القطبية المصدر فوق المنطقة وتجددها باستمرار بواسطة الدعم البارد والمباشر من القطب الشمالي صوب المنطقة .

قمنا في المركز العربي للمناخ بعمل دراسة عن الموسم المطري الحالي ووجدنا ان هذا الموسم 2021/2022 يعتبر استثنائي من ناحية البرودة , فعند مقارنته مع المواسم السابقة استناداً الى الأرشف المناخي للمنطقه نجد انه يقع ضمن نطاق العشرة مواسم الأبرد خلال ال 100عام الماضية .

ومن ناحية علمية نفسر هذه البرودة بانها نشأت بسبب عدة عوامل اهمها زيادة ثوران البراكين بشكل كبير وملحوظ خصوصاً ان الثورانات البركانية الاخيرة كانت كبيرة وكفيلة بايصال ثاني اكسيد الكبريت الى طبقة الستراتوسفير , مما يؤدي الى عكس نسبة من اشعة الشمس خارج الكوكب وبالتالي حدوث تبريد يساهم بزيادة حجم القبة القطبية , وهذا يتزامن ايضاً من انخفاض النشاط الشمسي خلال الدورة الشمسية الماضية والتي تحمل الرقم 24 , ونظراً لحساسية منطقتنا مناخياً من ناحية تأثير الثورانات البركانية عليها كما فسرناه في تقرير سابق . فان التأثير كان كبير ومباشر على شمال الشرق الأوسط , بحيث ان الموجات القطبية الباردة منذ بداية العام الحالي 2022 وحتى وقت كتابة هذا التقرير لم تنقطع تقريباً , وكانت نسبة المنخفضات القطبية التي اثرت على المنطقة تتجاوز 75% من اجمالي المنخفضات لهذا الموسم المطري 2021/2022.

وفي ذات السياق , من المتحمل بمشيئة الله تعالى ان تتأثر الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق ومصر والسعودية بكتلة هوائية قطبية نهاية هذا الاسبوع سيتشكل على اثرها منخفض جوي جبهي حركي ليؤثر على المنطقة ويعمل على تساقط الامطار الغزيرة والثلوج فوق الجبال بمشيئة الله تعالى .

المصدر : المركز العربي للمناخ