اجتماعي

التعويض عن الضرر الجسدي شي أكيد .. أما التعويض عن الضرر المعنوي هادا شي جديد

أغرب دعوة قضائية رابحة في سورية.. حرمان سيدتين من الاستمتاع الجسدي

استطاعت المحامية “حنان محمد” من فرع نقابة المحامين في طرطوس، أن تنشط حراك قانوني وتتحصل على تعويض أضرار غير مباشرة لزوجتين رفعتا دعوى تعويض الحرمان من الاستمتاع الجسدي، بعد أن فقد زوجهما المشترك عضوه الذكري بسبب حادث سير.

كما استطاعت المحامية أن تتحصل على تعويض أضرار مباشرة للزوج، من شركة التأمين ومن السائق مرتكب الحادث، وذلك بعد أن مرت الدعوى بمراحل عدة، وهي محكمة النقض والاستئناف، إلا أنها تابعت محاولاتها أمام القضاة حتى ربحتها، وفقاً لموقع “سناك سوري”.

وبدأت المحامية بدعوى الزوجتين أمام محكمة البداية المدنية في “طرطوس”، بالاعتماد على تعريف الزواج بالفقه الإسلامي المتمثل بحل استمتاع الزوجين ببعضهما على ألا يكون هناك مانع شرعي، وبما أجمع عليه الفقهاء من أن الاتصال الجنسي حق للزوجة وواجب على الزوج.

ومن حيث النتيجة وبعد الأخذ بالاعتبار سن الزوجتين ووضعهما لاجتماعي ونسبة مسؤولية مسبب الضرر، حكم لهما القاضي بتعويض قدره مائة ألف ليرة، إلى أن الزوجتين استأنفتا الحكم لجهة التعويض القليل، واستأنفته أيضاً مؤسسة التأمين لجهة عدم شمول الضرر بعقد التأمين، واستأنف مسبب الحادث القرار تبعياً، بسبب أنه سبق ودفع التعويض للمضرور، ولأنه لا يوجد أي ضرر يصيب الزوجة بسبب قطع إحليل زوجها.

وصدّقت محكمة الاستئناف القرار البدائي، معتبرة أن الضرر الذي أصاب الزوجتان من قطع الإحليل وإن كان المال لا يعوضه، ولكن من شأنه أن يخفف بعض الشيء من أثره ويهونه، وخلصت المحكمة إلى مبدأ قضائي مفاده: “من حق الزوجة أن تطلب التعويض عن الضرر الذي لحق بها من جراء الإصابة التي لحقت بزوجها فجعلته عنيناً لا يحس بأي رغبة وما يتبع ذلك من آلام ويأس وحرمان”.

ورضخ مسبب الحادث للقرار ولم يطعن به، في حين طعنت به مؤسسة التأمين لأن عقد التأمين لا يشمل الضرر المعنوي والأدبي، فنقضت محكمة النقض القرار وكرست اجتهاداً يقول: “مؤسسة التأمين ليست ملزمة بضمان الضرر والتعويض عن حرمان الزوجات من اللذة الجنسية استناداً إلى بنود عقد التأمين، وأن عقد التأمين لا يشمل التعويض عن الضرر المعنوي، وإن الضرر الذي تطالب الزوجتان التعويض عنه هو من قبيل التعويض المعنوي فلا يشمله عقد التأمين، والمؤسسة ليست ملزمة بالتعويض عن الضرر الذي ينتابهما من جراء عدم الاستمتاع باللذة والحياة الجنسية”.

وكان الزوج رفع دعوى على المتسبب بالحادث عام 2018، وربحها وتحصل على تعويض قدره 400 ألف ليرة.