ثقافة و أدب

صوره لأقدم إجازة طب في العالم

اقدم اجازة في الطب Medical License

الصورة هي لأقدم إجازة طب مُنحت في العالم Medical license وذلك سنة 1207 ميلادية في العهد الموحدي والحاصل عليها هو الطالب المغربي عبد الله بن صالح الكتامي من جامعة القرويين التي تعد الاقدم في العالم، كما تنص على حضور قاضي مدينة فاس حينها محمد بن عبد الله طاهر إلى جانب ثلاثة أطباء كبار، وهُم: الطبيب ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي المعروف بابن البيطار، والطبيب أبو العباس أحمد بن مفرج المعروف بالنبطي، والطبيب أبو عمر أحمد بن محمد بن الحجاج المعروف بالإشبيلي.

المصدر📄 كلية الطب والصيدلة بمدينة فاس
وجامعة القرويين درس فيها بابا الفاتيكان سيلفستر الثاني ( قبل ان يصبح بابا) وتعلم العربية عام ١٠٠٠ م وأخذ الحروف العربية لاوروبا، ودرس فيها ابن آجروم عالم النحو وعلماء مالكية كثر وابن البناء وهو اشهر عالم رياضيات، والطبيب ابن باجة، وعالم الاجتماع الشهير ابن خلدون ، ولسان الدين بن الخطيب وابن العربي وابن مرزوق وقد درَّس في الجامعة ابن ميمون

والجامعة أسستها فاطمة الفهري عام ٨٥٩ م وهي من نسل عقبة بن نافع مؤسس مدينة القيروان

منقول

نص الإجازة :
بسم الله الرّحمانِ الرّحيم، و الصّلاة و السّلامُ على سيّدنا محمّد و آله و صحبِه.
إجازة في الطّبِّ من جامعة القرويّين بفاسٍ العامرةِ.
الحمد لله الذي زيّن الإنسانيّةَ بحبِّ العلمِ و جعل الانتماءَ إليه من أعظم الوسائلِ و أقوى الأسباب، و كتب الشّفاءَ لمن شاء بما شاء على يدِ من شاء من بَرِيَّتِه، و أنزل الماء ثجَّاجا برحمتِه، فأخرج به حبّا و نباتا و جنّاتا ألفافا بحكمته، و أخرج من نباتٍ شتّى، و أنعامٍ ترعى، و دوابٍّ تسعى، منافعَ كثيرة و مشارب عديدةً.
خلق الإنسانَ و علّمه البيان، و أبرز له مَعالما في كلِّ زمانٍ و مكان، من أدويةٍ جافّة و أدوية نافعةٍ شافية، بواسطة من شاء من الحكماء الأعيان الأعلامِ، ممّا لا تدركه بَعادة حكمتِه غايةُ الصّفوة و الأفهامِ، حمدا يليق بكمالِه الحكيم العليم و اللّطيفِ الحليم. و نشهد أنّ سيّدنا محمّدا عبدُه و رسوله النّبيُّ الأوّاب، النّاطق بالحكمةِ و فصل الخطاب. اللّهم صلِّ عليه و على آله و صحبه صلاةً تدلّنا بها عليك، و تقرّبنا بها إليك، و الحمد لله ربِّ العالمين.
و بعد، فإنّ علم الطّبِّ من أفضل مهمّات العلومِ، بل علمٌ شريف شرعيٌّ، و الأحاديث فيه كثيرةٌ كقوله صلّى الله عليه وسلم: “إنّ الذي أنزل الدّاءَ، هو الذي أنزل الدّواء”. و أمر عليه السّلام بالكيِّ و الحِجامة. و قد ألّف فيه جماعةٌ من العلماء و الفحول، و بسّطوا فيه الكلام و الأبوابَ و الفصول، و بحثوا فيه علاجَ الإنسانِ و الدّوابّ، بما يقتضيه الأمر من المُركّبات و الأعشاب. و حيث كان هذا العلمُ بهذه المنزلةِ، و كان الطبيب عبد الله بن صالح الكتامي الأرضى بالانتماءِ، قد تصدّر لمداواةِ النّاس و الدّوابِّ و معالجتهم بالحَضرة الإدريسيّةِ، و كانت له الأهليّةُ لفهم الأطبّاءِ في دواوينِهم، و طلب ممَّن خالطوه أن يشهدوا له بالإجازةِ في علم الطّبِّ على عادة الأطبّاء الأقدمينَ، و احتاج في ذلك للإذنِ لمن له الأحكامُ الشّرعيّة بحاضرةِ مدينة فاس الإدريسيّةِ، و رفع أمرَه إليه فأذِن له في تلقّي الشّهادةِ من العلماء المعترَف لهم بالعلمِ و الوَرَع و حسن التّدبير.
لقد شهدوا له بكونه بحرا يقف فُحول الأطبّاء بساحلِه، و عجزوا عن مجاراته في ميادينِ صناعة الطّبّ و البيطرةِ و الصّيدلة و دلائلِها، عارفا مهندسا، حاذقا كيِّسا، هو رجل صالحٌ لا يتّهَم بجريمة ولا خيانةٍ، يلازم الصّلوات الخمسِ بالجماعةِ، و كثرة الأذكارِ و غير ذلك من أفعال البرِّ. يشهد الأطبّاء و الحجّامون بأنّه عارفٌ بميادين الطّبّ و البيطرة و الصّيدلة، و يشهدون بإجازته في ذلك إجازةً تامّة شاملةً عامّة، و ذلك في العاشر من شهرِ رجب عامَ 603 هجريّة، بحضورِ ابن البيطارِ و الطّبيب أبي العبّاس النّباتيّ و الطّبيب ابن الحجّاج الإشبيليِّ كان الله لهم.
الحمد لله؛ أشهد العبدُ الفقير العلّامةُ الأمثلُ قاضي الجماعةِ بالحضرة العُليا أعزّها الله تعالى بثبوتِ الرّسمِ أعلاه عند الثّبوت التّامِّ: قاضي فاس محمّد بن عبد الله الحسينيّ.

المصدر: الباحث في مجالِ علمِ المخطوطاتِ محمّد زين العابدين، كتابُ “جامعةُ القرويّين تمنح أوّل إجازةٍ في الطّبِّ”، سلسلة المناهل، الدّار العالميّةُ للكتابِ للطّباعة و النّشر و التّوزيعِ، الصّفحتان: 239 – 238.