
القرارات ايجابيه والنتائج سلبيه
هناك بعض القرارات التي تتخذها بعض المؤسسات والوزارات تفتقر أحياناً للدراسة والتحليل لمنعكساتها وآثارها السلبية.
ومن المفترض أن يكون في كل مؤسسة أو وزارة مستشارون أو متخصصون يدرسون الجوانب الإيجابية والسلبية لأي قرار على الواقع وعلى حياة المواطنين، بالتأكيد هناك حسن نية وراء تلك القرارات التي يأتي أغلبها لحل مشكلات آنية معينة، لكن بسبب ظروف وأسباب معينة تأتي النتائج بخلاف ما يريد القائمون عليها، وتجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
فقرار منع بيع الخبز في المحال التجارية كانت له آثار سلبية كبيرة، وأدى إلى ظهور حالات الازدحام الشديدة على الأفران بشكل غير مسبوق وغير حضاري، فهذا القرار غير منطقي وخاطئ، لأن الكثير من الناس ليس لديهم الوقت ولا وسائل المواصلات للذهاب إلى الأفران والوقوف على الدور فترات طويلة والدخول في معارك «التطحيش» و«التدفيش» للحصول على ربطة الخبز ومن هؤلاء الناس الموظف والعسكري والطالب والنساء وكبار السن، وأغلبهم لا تسمح لهم ظروف العمل والظروف الصحية بالوقوف وقتاً طويلاً في الدور.
فإذا كانت النية تحسين نوعية الخبز ومنع الهدر فهذا الكلام غير دقيق لأن كل الإجراءات والقرارات السابقة والجولات والضبوط التموينية الكثيرة عجزت عن حل المعادلة الصعبة للخبز المتعلقة بالوزن والنوعية، وإن منع بيع الخبز في المحال لن يسهم في تحسين نوعية الخبز ولن يحسن من ضمائر بعض أصحاب الأفران وبعض الجهات المسؤولة عن هذا الموضوع، فإذا كانت نوعية الخبز جيدة يكون الخلل بالوزن، وإذا كان الوزن جيداً يكون الخلل بالنوعية.
وما زاد الطين بلة, القرار الأخير بمنع الأفران البيع إلا بعد الساعة السادسة، فالكثير من الناس كانوا يرون تأمين الخبز ليلاً أو باكراً لا يعطلهم عن عملهم، وأن تأخير البيع إلى السادسة لن يقيد أصحاب الأفران من بيع الطحين إن لم تردعهم كل المخالفات والإجراءات المتخذة سابقاً.
ولاعتماد هذه القرارات كان لا بد من توفير أكشاك ومعتمدين في كل شارع و زاوية من الحي، حيث إن هذه القرارات ستأتي لمصلحة بيع الخبز السياحي وليس لمصلحة المواطن الفقير.
ونأمل أن يبقى الخبز خطاً أحمر غير خاضع لحقول تجارب القرارات الارتجالية، وإذا كان الهدف تحسين نوعية الخبز وإيقاف الهدر فيجب البحث عن إجراءات أخرى عادلة تكون قادرة على ضبط معادلة الخبز وضمائر بعض مراقبي الدوريات التموينية.
المصدر : تشرين