ثقافة و أدب

هادا الحيله والفتيله

الحيلة والفتيلة …………

تعد عبارة ” الحيلة والفتيلة ” من المقولات الشعبية المتداولة على السنة النساء فتقول المرأة عن شيء ثمين عندها ، وليس عندها سواه : ” هيدا الحيلة والفتيلة ” ، حتى أنها قد تقول احيانا عن ابن وحيد عندها : ” هادا هو الحيلة والفتيلة ” .
قصة هذه العبارة ان قديما كانت العروس تحضر معها جهازها إلى بيت عريسها في صندوق “حفر جوز مطعّم ” . وفي الصندوق ، بالاضافة إلى الألبسة الخارجية وإلى ” بقجة ” الالبسة الداخلية توضع ” السَّبوبة ” .
” والسَّبوبة ” هي كيس من الحرير المطرز تضع فيه العروس ، بالاضافة إلى ما عندها من حلي ، رزمة فتائل ورزمة دكك, وحين وصولها إلى منزل عريسها ـ ويكون ذلك غالبا في المساء ـ تعمد إلى سراج البيت (القنديل ) ، فتنزع فتيلته وتضع مكانها إحدى فتائلها وتشعلها بنفسها رمزا لنور عهد جديد وحياة مشرقة بالأمل .

 

وعلى العريس أن يتجالد فلا يقترب من العروس حتى ينتهي احتراق الفتيلة، فإذا كانت الفتيلة طويلة تضايق العريس، ولذلك يقال عن المرأة ، إذا كانت كثيرة الكلام تحب المماحكة والجدال : ” أف ما أطول فتيلتها ” .
وكانت التقاليد توجب على العروس أن تصنع لباسها الداخلي دكة من الحرير مع رزمة دكك احتياطية تضعها في سبوبتها . و دائما بحسب إرشادات والدتها أو إحدى نسيباتها ، وأن تحتال في عقدة دكتها بحيث يصعب فكها ، ولا يجوز قطعها ، فكان على العريس أن يستعين احيانا بأظافره وأحيانا بأسنانه ليتمكن أخيرا من حل العقدة التي كانوا يسمونها ” حيلة ” إذ كلما تأخر العريس في حل حيلة العروس كان ذلك رمز تعففها . ولذلك يقال عن المرأة المستهترة ـ من قبيل الاستعارة ـ ” الله يلعنها ، دكتها رخوة ” ، كما يقال عن المرأة التي تتبنى ولدا ، أنها أنزلته من دكتها ، إذ كان على الطفل أن يمر تحت دكة المرأة ليصبح ابنها بالتبني .

 

أما عن “الحيلة ” فما زلنا نسمع بعض القرويين ، إذا انعقد الحبل معهم عقدة يصعب حلها ، يقولون إن الحبل معقود ” عقدة حيلة ” .
وهكذا تبدو أهمية ” الحيلة والفتيلة ” في حياة امرأة ذلك الزمان ، إذ كان يمكن للعروس ان تأتي الى بيت زوجها بدون صندوق مطعَّم ، وبدون ” بقجة ” وبدون حلي ، لكن التقاليد لم تكن تسمح لها أن تأتي بدون ” الحيلة والفتيلة “…..