بالأرقام: ماذا استفاد المواطنون من الانخفاض الأخير لسعر الدولار؟ “تحقيق”
فتحي أبو سهيل
لمس الكثير من السوريين، انخفاضاً في سعر الصرف دونما انخفاض أسعار الكثير من السلع الهامة، أو انخفاض بعضها بنسبة قليلة جداً لا تساوي نسبة انخفاض سعر الصرف، وفي المقابل، ارتفعت أسعار بعض المواد على عكس المتوقع.
سلع ارتفعت رغم انخفاض الصرف
يقول خلدون وهو عامل في تمديد الكهرباء في #المنازل، إن “سعر ربطة الكابلات #الكهربائية المنزلية ارتفع نحو 1000 ليرة بعد يومين من انخفاض سعر الدولار من 8500 إلى 9500 ليرة، وحجة البائعين كانت أن سعر #النحاس ارتفع عالمياً، وأن سعر الصرف لن ينعكس بهذه الحالة على الأسعار”.
ومن السلع التي ارتفع سعرها، السكر الفرط (الحر خارج السورية للتجارة)، والذي ارتفع سعره عقب انخفاض سعر الصرف، من 240 إلى 260 -275 ليرة سورية، وكانت حجة #البائعين أن ارتفاع السعر يعود إلى ارتفاع سعر المادة عالمياً، علماً أن حديثهم غير دقيق.
صندويشة #الشاورما التي أجبرت الوزارة البائعين على خفض سعرها وحددتها بسعر 350 – 400 ليرة، عادت لترتفع إلى 500 ليرة سورية، بينما عاد سعر #الفروج المشوي والبروستد إلى الارتفاع لنحو 2500 – 3000 ليرة، بعد تحديد السعر من قبل الوزارة بـ2000 – 2100 ليرة.
وارتفع سعر صحيفة زيت #الزيتون التي كانت تباع قبل انخفاض سعر الصرف بأسابيع بـ27 ألف ليرة سورية إلى 31 ألف ليرة سورية، والتي كانت تباع بـ 30 ألف ارتفعت إلى 35 ألف ليرة، بحجة صعوبة #الطريق والمواصلات من عفرين أو من ادلب.
وشهدت أسعار لحم الفروج النيء ارتفاعاً بنسبة وصلت إلى 37% خلال الفترة الماضية، ووصل سعر كيلو الشرحات إلى 1,900 ليرة بعد أن كان بحدود 1,200 ليرة، بحجة أن تكاليف تربية #الصيصان ارتفعت في فصل الشتاء لتشغيل المدافئ، عدا عن نفوق أعداد كبيرة منها بالبرد، أو خلال نقل الفروج المعد للذبح بين المحافظات.
وعادت أسعار المعجنات في كثير من الأفران إلى الارتفاع من جديد بعد خفضها بقرار من الوزارة، كما عاد سعر قرص الفطاير (جبنة – محمرة – زعتر) إلى 50 ليرة سورية، بعد أن تم تحديده لفترة قصيرة بـ40 ليرة.
أسعار هامة لم تنخفض
ماذكر أعلاه عبارة عن لمحة لبعض الأسعار التي ارتفعت بعد انخفاض سعر الصرف، وفيما يلي عرض لبعض الأسعار التي بقيت على حالها رغم انخفاض سعر الدولار، ويعتبر أغلبها أساسي في الحياة اليومية للمواطن السوري.
السلعة | السعر |
الخبز | 50 ليرة |
الجبنة | 1400 – 1600 ليرة |
اللبنة | 1000 – 1100 ليرة |
لحمة العجل | 4500 ليرة |
علبة الشاي (25 ظرف) | 350 – 400 ليرة |
لتر البنزين | 225 ليرة |
لتر المازوت | 185 ليرة |
الغاز من خارج المؤسسة | 2800 – 3000 ليرة |
خضراوات وفواكه | حسب النوع |
الرز المصري | 500 – 550 ليرة حسب النوع |
المواصلات (سرفيس) | 50 ليرة |
الأدوية | حسب الصنف |
ايجارات المنازل | حسب المنطقة وتبدأ من 75 ألف ليرة |
السيارات المستعملة | حسب النوع |
أسعار انخفضت بخجل
بالمقابل، انخفضت أسعار سلع أخرى بنحو 5 – 11% فقط، أي أقل من النسبة التي انخفض بها سعر #الصرف وهي نحو 21% حيث كان 530 ليرة تقريباً، وانخفض إلى 420 ليرة في السوق الموازي، بينما انخفضت أسعار سلع أخرى لأسباب ليست لها علاقة بسعر الصرف مثل لحم #الغنم الذي انخفض حتى 5000 ليرة سورية في المحلات بنحو 20% عن السعر السابق، لكن لأسباب لا تتعلق بسعر الصرف، بحسب جمعية اللحامين، بل نتيجة توفر رؤوس الأغنام وضبط التهريب، وعودة بعض المراعي للخدمة.
الأسعار التي انخفضت بالليرة السورية بنسبة أقل من انخفاض الدولار:
السلعة | السعر السابق | السعر الحالي | النسبة |
الدخان: اليغانس | 225 | 200 | 11% |
مرتديلا دجاجنا (بوري) | 1100 | 1000 | 9% |
زيت القلي (لتر) | 750 | 675 | 10% |
السمنة كيلو | 2000 | 1900 | 5% |
البن | 1900 | 1800 | 5% |
ويلاحظ أن المواد التي انخفض سعرها بذات نسبة انخفاض سعر صرف #الدولار، هي مواد أغلبها غير أساسية، وهي الموبايلات، والشاشات، والمكملات الغذائية، وأمور كمالية أخرى.
سجال رسمي
ودار مؤخراً سجال في مجلس #الشعب، حول قدرة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة لحكومة النظام، على خفض الأسعار تناسباً مع انخفاض سعر صرف الدولار، وقال النائب صفوان قربي “وزارة التجارة تتحمل أخطاء الوزارات المعنية بالشأن الاقتصادي لكن الوعود التي قطعتها الوزارة بخفض الأسعار تشير إلى سباحة في العسل”.
وأشار النائب إلى أن “استعراض الوزارة لقدراتها غير مجدٍ على المدى البعيد فهي تحتاج إلى العمل المؤسساتي، والمشادات جزء منها إعلامي و جزء إداري وهي عملياً معارك خاسرة في النهاية وغير القادر على ضبط ما هو صغير غير قادر على ضبط الاقتصاد”، في إشارة إلى المشاكل التي تعرضت لها #الوزارة مع بعض تجار المتة حينما عجزت عن تأمين المادة بالسعر الذي حددته.
ويشار إلى أن أغلب التسعيرات المخفّضة التي طرحتها الوزارة مؤخراً بالتزامن مع انخفاض سعر #الصرف، لم تطبق فعلاً على أرض الواقع، فلم يلتزم أغلب أصحاب أفران #المعجنات بها، أيضاً مطاعم #الفول والحمص والمسبحة لم تلتزم، بينما لم تستطع المؤسسة #السورية للتجارة أن تؤمّن السلع المخفّضة بالسعر الرسمي وبشكل كاف، ودائماً يحدث خرقاً في السوق.
وترى شريحة واسعة من #السوريين كمواطنين واقتصاديين، أن انخفاض سعر الصرف الأخير، ليس حقيقياً، وقد أكد ذلك بطريقة غير مباشرة حاكم مصرف سورية المركزي في حكومة النظام “دريد درغام” ذاته، حينما نصح #المواطنين بعدم بيع مدخراتهم من #الدولار، مؤكداً أن مافعله هو درس للتجار المحتكرين والمستغلين.